السبت، 12 سبتمبر 2009

أثر ....


في سكون الليل.. والأبخرة تتصاعد من فنجانٍ رُخاميّ فوق طاولةٍ جانبية في ركن الحجرة..

مُرتفعاً فوق شمعة يأخذ الهواء بلهيبها يمنةً ويسرة..

تفوح بهدؤ رائحة الشمام والكرز في تناغم شرقيّ ساحر..

والنقوش الذهبية الفاخرة تغوص بعمق في مخمل الألحفة الحمراء.. فتمنحها طابعاً فرعونياً مميزاً..

في منتصف الفراش.. إستلقت بصمتٍ ناثرة خصلات شعرها حالك السواد في كل مكان..

وقميصها اللؤلؤي اللون لا يكادُ يقيها البرد.. فإستحالت حمرة قدميها زُرقة رمادية..

...،،

جالت ببصرها في أرجاء الحجرة.. بألم..

فالنعيم.. يتطلب قلباً هو مِلْكُ صاحبه لِيَسعد به..

تدافعت على خدها الأيمن دمعتين.. وتسابقتا بصمت الى ذقنها الخمري..

جمعتا ثقلهما معاً وسقطتا كقطرة واحدة.. فإبتل فراشها وشابته بقعة سوداء غريبة..

تأملتها مُطولاً.. تُفكر.. كيف مضى أمرهما حين إجتمعتا معاً.. وصنعتا أثراً..

تبسّمت لغرابة فِكرها.. وإستلقت ثانية.. بهدؤ.. بصمت..

وإلى الأبد..

...،،

نهاية ~

تصلني في الإيميل بعض الرسائل التي تبدأ بقولهم "الحياة حلوة.. بس نفهمها"..

أفكر دائماً حين أقرأها بأن الشخص الذي كتبها.. لم يعرف للحياة أبداً سوى نصف وجه..

فما بالكم بمن عرف وجهها.. ووجهها الآخر !!!

ليست هناك تعليقات: