الأربعاء، 18 مارس 2009

أضغاثـ حماقاتــ ...


عندما قابلتها ذلك اليوم..

لم أعرف في البداية لماذا بَدت أكثر أنوثة..

تحت ضؤ المصباح الجانبي جَلَسَت على كرسيها الخشبي..

ذلك الكرسي الأسمر الذي صار جزءاً من صورتها في ذهني..

اقتربت منها.. فرفَعَت اليّ عينيها الملائكيتين..

فوق رموشهما خط أبيض.. وتحول بيني وبين زرقتهما دمعتين..

وأنفها الصغير اكتسى بحمرة جميلة..

لم أعرف لماذا بدوت أكثر انبهاراً.. لماذا بدوت أكثر اعجاباً..

وجلست جوارها على ركبتي.. يضربني المطر.. لأتأملها أكثر..

عن قربٍ أكثر.. ومددت نحو كفيها كفيّ.. واحتضنتهما..

رغم برودة المطر.. كانت تعرق.. وراحتيها دافئتين..

رغم انها أمامي.. وعينيّ تنظران في عمق عينيها.. الّا أنها كانت

تبدو بعيدة.. أكثر بعداً مما مضى.. وكأنها تحيا في عالم آخر..

دافيء.. دافيء حتى الإحتراق..

ممتع لدرجة البؤس.. وصاخب حتى الخَرَس..

...،

توقف المطر.. ودمعتيها اللتين كانتا تتلألأن تاهتا في أبعاد

العوالم.. وعيني الهادئتين غارقتين في الدمع..

عجيبة تلك الصورة كيف انقلبت بمجرد أن توقف المطر..

سَحَبت كفيها من بين كفيّ.. وأحالت نظرتها الزرقاء بعيداً عن نظراتي..

لم أعرف لماذا بَدَت أكثر أنوثة.. أكثر لمعاناً..

غادرتني.. ورائحة عطرها تغادر كتفيها لتملأ أنفي بعبق مُقدّس..

ونسمات الهواء تحول بينها وبيني وهي تعبر طريقها..

وشعراتها القصيرة تلفح خديّ حين تمر بجانبي فتزيدني احساساً بفقدها..

...،

عاد المطر يهطل.. وكرسيها فارغ.. والمصباح الجانبي فقد ضياؤه..

ورائحة عطرها تخبو تحت هدير القطرات..

جَلَستُ على كرسيها الصامت..

أتأمل كفي.. ساعة معصمي الضخمة.. وبنطالي..

هل كنتً رجلاً وقتها!!!.. تباً له من حلم أحمق........


هناك تعليقان (2):

Blue_Sky يقول...

جميلة..
عميقةٌ هي تلك الصورة..
أحبُ قراءة الصور التي يكون المطرُ جزءً منها..
تشعرني بلذةٍ دافئة..
خصوصاً عندما يبدعُ كاتبها في الوصف كما هنا..
لروحك ود..أمتعتني.

Lavender يقول...

عميقة بالفعل..
سرّني أن نالت اعجابك..
دمتي مستمتعه..